الغراب والثعلب

 

في يوم من الأيام، كان هناك غراب أسود جميل يعيش على شجرة عالية في الغابة. في صباح أحد الأيام، كان الغراب محظوظًا حيث وجد قطعة جبن كبيرة وقرر أن يستمتع بها وحده. طار الغراب بسرعة إلى أحد فروع شجرته المفضلة ووضع قطعة الجبن في منقاره.

في تلك الأثناء، كان هناك ثعلب ماكر يسير بالقرب من الشجرة، وشم رائحة الجبن الطازجة. رفع رأسه ورأى الغراب يجلس على فرع الشجرة وبحوزته الجبن. شعر الثعلب بالجوع الشديد وأراد الحصول على قطعة الجبن بأي طريقة.

فكر الثعلب في خطة ماكرة للحصول على الجبن من الغراب. اقترب من الشجرة وبدأ يتحدث بصوت لطيف للغراب قائلاً: “يا لك من طائر جميل! لم أرَ غرابًا في حياتي بهذا الجمال! ريشك الأسود اللامع يبدو كأنه مرصع بالنجوم، وأنت بالتأكيد طائر رائع. لكني أتساءل، هل صوتك جميل مثل جمالك؟ لقد سمعت الكثير عن موهبة الغراب في الغناء، ولكنني لم أسمعك من قبل.”


سمع الغراب كلمات الثعلب، وبدأ يشعر بالغرور. أراد أن يثبت للثعلب أنه لا يملك فقط مظهراً رائعاً، بل صوتاً جميلاً أيضًا. وبكل غرور فتح الغراب منقاره ليغني، ولكن بمجرد أن فتح فمه، سقطت قطعة الجبن من منقاره إلى الأرض مباشرة.

قفز الثعلب بسرعة وأمسك بقطعة الجبن وأكلها. ثم نظر إلى الغراب بابتسامة ماكرة وقال: “أيها الغراب المسكين، قد تمتلك جمالًا في ريشك، لكنك بالتأكيد لست حكيمًا كما يبدو. شكراً على قطعة الجبن!”

أدرك الغراب أنه وقع في فخ الثعلب الماكر، وشعر بالخجل من نفسه. تعلم الغراب درسًا مهمًا في ذلك اليوم: لا ينبغي أن يكون مغرورًا أو يسمح للمخادعين بخداعه بالكلمات المعسولة.

الحكمة من القصة:
تُعلمنا هذه القصة أهمية عدم الانخداع بالكلمات الجميلة أو المجاملات الكاذبة، وأنه يجب أن نكون دائمًا حذرين من المديح الزائف الذي قد يكون هدفه تحقيق

مصالح شخصية على حسابنا.