الأرنب والعالم السحري


كان يا مكان في قديم الزمان، في غابة خضراء واسعة مليئة بالأشجار والزهور الجميلة، عاش أرنب صغير يُدعى نونو. كان نونو أرنبًا لطيفًا ومرحًا، يحب اللعب مع أصدقائه في الغابة. لكنه كان يشعر أحيانًا بالتعب بعد يوم طويل من المغامرات واللعب.

في إحدى الليالي، وبينما كان القمر يضيء سماء الغابة بنوره الفضي، جلس نونو على تلة صغيرة ينظر إلى النجوم ويتأمل. شعر أن هناك شيئًا مميزًا في هذه الليلة، وكأن هناك سرًا في الهواء.

فجأة، ظهرت أمامه فراشة كبيرة وملونة بجناحين لامعين. كانت الفراشة تتلألأ كأنها تحمل في جناحيها بريق النجوم. قالت الفراشة لنونو بصوت هادئ: “مرحبًا يا نونو! سمعت أنك تحب الاستكشاف والمغامرات. هل ترغب في رحلة سحرية إلى عالم الأحلام؟”

تحمّس نونو وسأل بحماس: “عالم الأحلام؟ كيف يمكنني الوصول إليه؟”

أجابت الفراشة بابتسامة: “كل ما عليك فعله هو إغماض عينيك وتمني أمنية قبل أن تغفو. سأحملك إلى هناك بجناحي السحريين.”

أغلق نونو عينيه بهدوء وتمنى أن يزور عالم الأحلام. وفي لحظة، شعر بنسمة هواء لطيفة تحمله إلى مكان بعيد. عندما فتح عينيه، وجد نفسه في عالم جميل مليء بالغيمات الوردية والسماء الزرقاء الصافية. كان كل شيء من حوله يبدو وكأنه جزء من حلم.

رأى نونو في هذا العالم عجائب لم يرها من قبل: أشجار تنمو منها نجوم، أنهار من الحليب والعسل، وطيور تغني بأجمل الألحان. وبينما كان يسير في هذا العالم الرائع، شعر بالسعادة والسلام، وكأنه لا يوجد شيء يمكن أن يعكر صفوه.

وفي نهاية رحلته، قالت له الفراشة: “حان وقت العودة الآن، يا نونو. لكن لا تقلق، يمكنك العودة إلى هذا العالم في كل مرة تخلد للنوم وتتمنى أمنية.”

عاد نونو إلى سريره في الغابة، لكنه احتفظ بذكرى رحلته السحرية. ومنذ ذلك اليوم، كان نونو يغفو كل ليلة وهو يتمنى أمنية صغيرة، ويزور عالم الأحلام الهادئ والساحر.

وهكذا عاش نونو سعيدًا في عالمه، حيث يعرف أن الأحلام الجميلة تنتظره في كل ليلة.

النهاية.