الأميرات والتنين

 

في قديم الزمان، في مملكة بعيدة تحيط بها الغابات الخضراء والجبال الشاهقة، كانت هناك ثلاث أميرات جميلات يعشن في قصر كبير وفخم. كانت الأميرة الكبرى “ليلى” معروفة بحكمتها وذكائها، والأميرة الوسطى “نور” بجمالها وطيبتها، أما الأميرة الصغيرة “سلمى” فكانت محبة للمغامرة والشجاعة.

في أحد الأيام، أعلن الملك والد الأميرات عن مسابقة في المملكة. كان التحدي هو العثور على زهرة نادرة تُسمى “زهرة الأمنيات”، والتي تنبت فقط في مكان مخفي داخل الغابة السحرية. وكان من يجد الزهرة سيحقق له أمنية واحدة. قررت الأميرات الثلاث أن يخضن المغامرة معًا للبحث عن هذه الزهرة.

انطلقت الأميرات إلى الغابة، وكانت الغابة مليئة بالأشجار العالية والحيوانات الغامضة. وفي طريقهن، واجهن العديد من التحديات. أولاً، قابلن نهرًا واسعًا ولم يكن هناك جسر للعبور. فقالت ليلى: “سأفكر في حل!” وجمعت بعض الأغصان الكبيرة وصنعت جسرًا مؤقتًا لعبور النهر.

بعد ذلك، وصلن إلى كهف مظلم حيث سمعن صوتًا خافتًا. تقدمت نور بابتسامتها الهادئة وقالت: “لانخاف أبدًا، الضوء بداخلنا هو ما سيقودنا.” وأشعلت نور مصباحًا سحريًا كان بحوزتها، فأضاء الكهف وكشف عن ممر سري.

وأخيرًا، واجهن تنينًا ضخمًا كان يحرس الزهرة النادرة. لم تخف سلمى، بل تقدمت بشجاعة وقالت للتنين: “نحن لا نريد إيذاءك، نريد فقط الزهرة لنحقق أمنية تجعل مملكتنا أكثر سلامًا وسعادة.” تعجب التنين من شجاعة سلمى ولطفها، وسمح لهن بأخذ الزهرة.

عادت الأميرات إلى القصر حاملات الزهرة النادرة. عندما قدمتها الأميرات للملك، قال لهن: “لأنكن تعاونتن بحكمة وجمال وشجاعة، سأمنحكن الأمنية.” تمنّت الأميرات أن تعيش المملكة في سلام وسعادة إلى الأبد، وهكذا تحقق حلمهن، وعاشت المملكة في ازدهار وسعادة بفضل الأميرات الثلاث.