نجمتا السعادة

في ليلة هادئة على أطراف الكون، كانت هناك نجمتان ساطعتان تلمعان في سماء بعيدة. كانت الأولى تُدعى “سيرينا” والأخرى “لومي”. كلتاهما كانت تسكن في مجرة مليئة بالنجوم، ولكن سيرينا ولومي كانتا مميزتين؛ إذ كانتا تشعران بالرغبة العميقة في إسعاد البشر على الأرض.
ذات ليلة، جلستا تتحدثان عن حلمهما في أن تكونا السبب في ابتسامة كل إنسان ينظر إلى السماء. لكن كل واحدة منهما كانت تعتقد أنها الأقدر على تحقيق ذلك. قالت سيرينا: “نوري ناعم ودافئ، يملأ قلوب البشر بالهدوء والسكينة”. بينما ردت لومي: “لكن نوري مشرق ومفعم بالطاقة، يجلب الفرح والبهجة”.
اقترحتا أن تقوما بتحدٍ ليروا من منهما يمكن أن يسعد أكبر عدد من البشر. بدأت سيرينا بإرسال خيوط من الضوء الناعم إلى الأرض، تضيء الليالي الباردة وتبعث الراحة في قلوب أولئك الذين شعروا بالحزن. وفي المقابل، قررت لومي أن تملأ السماء بألوان متلألئة، فتشعل السعادة في نفوس الأطفال والمحتفلين في كل مكان.
كان الناس على الأرض يشعرون بالتغيير. في الليالي التي تتألق فيها سيرينا، كانوا ينامون بهدوء، ويشعرون بالأمان. أما في الليالي التي تتلألأ فيها لومي، فكانوا يحتفلون، يغنون، ويرقصون فرحاً تحت نورها اللامع.
ومع مرور الوقت، أدركت سيرينا ولومي أن كل واحدة منهما تحمل نوعًا مختلفًا من الفرح. فبدأتا بالعمل معًا، حيث تضيء سيرينا السماء في اللحظات التي يحتاج فيها الناس إلى السكينة، بينما تتوهج لومي في الأوقات التي يحتاج فيها الناس إلى الفرح. بهذا، أصبحتا مثالًا رائعًا على أن السعادة تأتي بأشكال عديدة، وأن العمل معًا يمكن أن يجلب السعادة للجميع.
وهكذا، استمرتا في إضاءة السماء، ولم تعدا تتنافسان، بل تعاونتا لإسعاد البشر في كل مكان، وأصبحتا رمزًا للوحدة والتكامل بين النجوم.