أصدقاء الغابة

في غابة بعيدة، كانت تعيش مجموعة من الحيوانات في وئام وسعادة. كان بينهم الأرنب “روني” السريع، السلحفاة “تيتو” الحكيمة، والقرد “ميكو” المرح. رغم أنهم كانوا مختلفين في الشكل والقدرات، كانوا جميعاً أصدقاء مقربين.
في يوم من الأيام، قررت الحيوانات إقامة سباق كبير ليعرفوا من هو الأسرع بينهم. الجميع كان متحمساً للمشاركة، خاصة الأرنب “روني” الذي كان واثقاً أنه الأسرع في الغابة. بدأ الأرنب في التباهي بسرعته، وقال: “لا أحد يستطيع التفوق علي! سأصل إلى النهاية قبل أن يفكر الآخرون حتى في الانطلاق!”
عندما حان وقت السباق، وقف جميع الحيوانات على خط البداية. الأرنب “روني” كان جاهزًا للانطلاق، بينما السلحفاة “تيتو” كانت تسير ببطء نحو الخط. القرد “ميكو” كان يقفز بسعادة بين الأشجار مستمتعاً بوقته.
عندما بدأ السباق، انطلق الأرنب بأقصى سرعة تاركاً الجميع خلفه. وصل إلى منتصف الطريق وأحس بالملل، فقال لنفسه: “أنا بعيد جدًا عن الآخرين، سأرتاح قليلاً هنا تحت الشجرة.” وبالفعل، غط في نوم عميق.
في هذه الأثناء، استمرت السلحفاة “تيتو” في السير ببطء وثبات، لم تتوقف ولم تتسرع، لكنها كانت تركز على الوصول إلى النهاية. أما القرد “ميكو”، فقد كان يقفز ويستمتع بالمناظر الجميلة للغابة، لكنه كان يتبع طريق السباق بطريقة مرحة.
مر الوقت، ووصلت السلحفاة “تيتو” أخيرًا إلى نقطة النهاية، بينما كان الأرنب لا يزال نائمًا تحت الشجرة. عندما استيقظ الأرنب “روني”، تفاجأ بأن السلحفاة قد وصلت قبله! حاول الركض بسرعة ليصل إلى النهاية، لكنه كان متأخراً جداً.
فازت السلحفاة “تيتو” بالسباق، ليس لأنها الأسرع، ولكن لأنها كانت الأكثر صبراً وثباتاً. تعلم الأرنب “روني” درساً مهماً: الثقة الزائدة قد تجعلك تخسر، والمثابرة والعمل الجاد هما ما يقودانك إلى النجاح.
احتفلت الحيوانات جميعًا بفوز “تيتو”، وأدركوا أن كل واحد منهم لديه مهارات وقيم تجعله مميزًا، سواء كان سريعاً مثل الأرنب أو صبورًا مثل السلحفاة أو مرحًا مثل القرد.
النهاية
النوم الهانئ يأتي عندما نتذكر أن الصبر والمثابرة هما مفتاح النجاح، مثل “تيتو” التي علمتنا أن الخطوات الصغيرة الثابتة يمكن أن تقودنا بعيداً.