الأرنب والثعلب

كان يا ما كان في قديم الزمان، في غابة جميلة مليئة بالأشجار والأزهار، عاش أرنب صغير مع أمه في جحر دافئ. كانت الأم دائمًا تحذر ابنها من الخروج بعيدًا عن الجحر أو اللعب في الأماكن الخطرة في الغابة، لأن هناك حيوانات مفترسة قد تهاجمه.
في يوم من الأيام، خرج الأرنب الصغير للعب بالقرب من الجحر. بدأت أمه تناديه وتذكره بتحذيراتها: “لا تذهب بعيدًا، يا بني، وابقَ قريبًا حتى لا تتعرض لأي خطر.” لكن الأرنب الصغير كان شغوفًا باللعب والاستكشاف، فلم يسمع كلام أمه. قرر أن يذهب بعيدًا عن الجحر ليكتشف مناطق جديدة في الغابة.
أثناء تجوله، وجد الأرنب حقلاً مليئًا بالجزر الطازج. بدأ يأكل بشغف، ناسيًا تمامًا تحذيرات أمه. وبينما كان منشغلاً بالأكل، اقترب منه ثعلب ماكر. رآه الثعلب فرصة سهلة لوجبة دسمة. اقترب الثعلب بحذر، لكن لحسن الحظ، لاحظ الأرنب الصغير ظل الثعلب على الأرض. شعر بالخوف وبدأ يهرب بسرعة كبيرة.
ركض الأرنب الصغير بأقصى سرعته، والثعلب يلاحقه.
كان الثعلب قريبًا جدًا من الإمساك به، لكن الأرنب الصغير بفضل سرعته وتوفيق الله، تمكن من الوصول إلى جحره بسلام. دخل الجحر وهو يلهث، والخوف يملأ قلبه. عندما رأته أمه، عرفت فورًا أنه لم يسمع كلامها وذهب بعيدًا.
قالت له الأم بنبرة حنونة ولكن حازمة: “ألم أحذرك يا بني من الابتعاد؟ لقد كان الثعلب على وشك الإمساك بك. يجب عليك دائمًا أن تسمع كلامي لحمايتك من المخاطر.” فهم الأرنب الصغير خطأه واعتذر لأمه، ووعدها أنه لن يخالف أوامرها مرة أخرى.
منذ ذلك اليوم، أصبح الأرنب الصغير يستمع جيدًا لنصائح أمه ويبقى دائمًا قريبًا من الجحر، ليعيش في أمان وسلام.
والعبرة من القصة: الاستماع إلى نصائح من يحبوننا ويحافظون علينا هو أمر مهم للحفاظ على سلامتنا وتجنب المخاطر.