الفتى الشجاع


كان يا مكان، في قرية صغيرة بين الجبال، عاش فتى شجاع يُدعى علي. كان علي فتىً صغيراً لكنه مميز بقلبه الكبير وعزيمته الصلبة. لم تكن حياته سهلة، فقد وُلد في أسرة فقيرة، وعانى من الظروف القاسية التي عاشتها قريته، حيث كان السكان يعانون من قلة الموارد وصعوبة العيش.

على الرغم من الفقر وصعوبة الحياة، لم يكن علي يستسلم. كان يحلم دائمًا بأن يصبح بطلاً يساعد أهله وقريته في التغلب على مشاكلهم. في أحد الأيام، تعرضت القرية لكارثة كبيرة؛ فقد هاجمتها مجموعة من اللصوص الأقوياء الذين أرادوا سرقة ما تبقى من ممتلكات الناس. شعر أهل القرية بالخوف واليأس، ولم يكن هناك من يقودهم للدفاع عن أنفسهم.

لكن علي، رغم صغر سنه، قرر ألا يبقى مكتوف الأيدي. قال لأهله وجيرانه: “لن أسمح لهؤلاء اللصوص بأن يدمروا قريتنا! علينا أن نتحد ونقاومهم!” في البداية، شك الناس في قدرة علي على مواجهة اللصوص، لكنه لم يستسلم. بدأ علي يجمع الناس ويشجعهم على الدفاع عن أنفسهم، وقال لهم: “القوة ليست في

العضلات فقط، بل في العقل والشجاعة.”

قام علي بتخطيط خطة ذكية، حيث استخدم ممرات القرية الضيقة وطرقها السرية ليضع الفخاخ ويقود أهل القرية في الدفاع عن أنفسهم. وبدلاً من المواجهة المباشرة، استخدم علي حكمته وشجاعته لإرباك اللصوص وتفريقهم. ومع مرور الوقت، بدأت الخطة تؤتي ثمارها، وتمكن أهل القرية من صد اللصوص وطردهم من قريتهم.

بعد أن انتهت المعركة، وقف أهل القرية مذهولين من شجاعة علي وحكمته. أصبح علي بطلاً في أعين الجميع، ليس فقط لأنه ساعد في إنقاذ قريته، بل لأنه أظهر لهم أن الشجاعة لا تتعلق بالقوة الجسدية فقط، بل بالتفكير والعزيمة والإيمان.

العبرة من القصة:
الشجاعة لا تعني أن تكون أقوى جسديًا، بل أن تكون قادرًا على مواجهة التحديات بعقل وقلب قويين.