قصة العزير وحماره


قصة العزير تُعتبر إحدى القصص التي وردت في القرآن الكريم في سورة البقرة، وهي قصة رجل صالح من بني إسرائيل يُدعى العُزير. كان العزير معروفاً بالتقوى والعلم، وكان محبوباً بين قومه.

يُقال أن العُزير مرّ على قرية كانت خربة، وقد دُمرت وأهلك أهلها، فتساءل العُزير في نفسه كيف يُحيي الله هذه القرية بعد موتها. فأراد الله أن يريه عجيب قدرته، فأنامه الله مئة عام. وبعد أن مضت هذه المدة الطويلة، بعثه الله من نومه.

عندما استيقظ العُزير، ظن أنه لم ينم إلا يوماً أو بعض يوم، ولكن الله أرسل له ملكاً ليُخبره بأنه قد نام مئة عام. ونظر العُزير إلى طعامه وشرابه، فوجدهما لم يتغيرا، وكأن الوقت لم يمر عليهما. ثم نظر إلى حماره، فوجد أن جسده قد تحلل ولم يبقَ منه سوى العظام.

فأراد الله أن يُريه كيف يُحيي العظام وهي رميم، فأحيا الله الحمار أمام عينَي العزير، وشاهد العظام تتجمع وتُكسى باللحم ويعود الحمار إلى الحياة. وبعد ذلك، أدرك العزير عظمة الله وقدرته على إحياء الموتى.


بعد هذا الحدث العظيم، عاد العُزير إلى قومه، فلم يعرفه أحد، إذ قد مضت مئة عام، وتغير الناس والأجيال. ولكن العزير كان ما زال يحمل العلم والتوراة، فبدأ يُعلّمهم، حتى عرفوه وقالوا إن هذا الرجل هو العُزير الذي كان بينهم من قبل.

وبحسب بعض الروايات، كان العزير يُعد من الصالحين وقد حفظ التوراة عن ظهر قلب، وكان له دور كبير في إحياء شريعة الله بين بني إسرائيل بعد أن نسوها.