قصة بقرة بنو إسرائيل

 

يحكى أن أحد رجال بني إسرائيل قُتل ولم يُعرف قاتله، فذهب بنو إسرائيل إلى موسى عليه السلام ليطلبوا منه أن يسأل الله عن الحل. فأوحى الله إلى موسى أن يأمرهم بذبح بقرة. لكن بني إسرائيل لم يأخذوا الأمر بجدية وبدأوا في التساؤل والاعتراض على موسى، سائلين عن تفاصيل دقيقة غير ضرورية عن البقرة.

في البداية، سألوا موسى عن نوع البقرة، فأجابهم أن تكون بقرة ليست كبيرة في السن ولا صغيرة، بل وسطًا. ولكنهم لم يكتفوا بذلك، وسألوا عن لونها، فأمرهم أن تكون صفراء فاقع لونها تسر الناظرين. ثم طلبوا معرفة مزيد من التفاصيل، فجاءهم موسى بأن تكون البقرة لا تستخدم في الحراثة أو السقاية، سليمة لا عيب فيها.

بعد طول جدال، أخيرًا وجدوا بقرة بهذه المواصفات وذبحوها على مضض. ثم أمرهم الله أن يضربوا القتيل بجزء من هذه البقرة، وعندما فعلوا ذلك، أحيا الله القتيل وأخبرهم عن قاتله، وبذلك تم حل القضية.

توضح هذه القصة مدى تعنت بني إسرائيل وعدم التزامهم بأوامر الله بسلاسة، كما تظهر قدرة الله على إحياء الموتى.

الآيات المتعلقة بهذه القصة في سورة البقرة هي من الآية 67 إلى الآية 73:

قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)