قصة بلقيس ملكة سبأ
قصة بلقيس، ملكة سبأ، تُروى في القرآن الكريم في سورة النمل، حيث تتحدث عن الملكة بلقيس وملكها في اليمن وكيفية إيمانها بالله بعد أن التقت بالنبي سليمان عليه السلام.
كان سليمان عليه السلام نبيًا وملكًا على بني إسرائيل، وقد آتاه الله ملكًا عظيمًا وسخر له الريح والجن والطيور. في يوم من الأيام، تفقد سليمان الطيور فلم يجد الهدهد فتوعده بالذبح أو العذاب الشديد أو ان يأتيه بدليل على مكان تواجده ، فجاء الهدهد محاولا انقاذ نفسه وشرح له انه احاط بخبر لم يحط به سليمان عليه السلام ، أخبره عن قومٍ في سبأ يعبدون الشمس من دون الله، وكان لهم ملكة تُدعى بلقيس، وهي تحكمهم بقوة ولها عرش عظيم.
قال الهدهد لسليمان إنه وجد بلقيس وقومها يعبدون الشمس، على الرغم من أن الله هو الذي ينبغي أن يُعبد. فقال له سليمان سزنظر في الامر لنرى ان كنت صادقا ام لا فأمر سليمان الهدهد أن يحمل رسالة إلى بلقيس يدعوها فيها للإيمان بالله وترك عبادة الشمس.
نص الرسالة كان: “إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)” (سورة النمل: 30-31).
عندما وصل الهدهد إلى بلقيس وألقى الرسالة، جمعت قومها واستشارتهم في الأمر. وكان رأيهم أنها قادرة على المواجهة بالحرب، لكن بلقيس فضلت عدم التسرع في الحرب لان هناك ملوكا جبابرة عندما يدخلون بلدا افسدوها واذلو اهلها واقترحت إرسال هدية إلى سليمان لتختبر رد فعله.
عندما وصلت الهدية إلى سليمان، رفضها وأرسل رسالة يطلب فيها منهم القدوم إليه للإسلام. وعندما علم سليمان أن بلقيس وقومها في طريقهم إليه، أمر الجن بأن يحضروا له عرشها قبل وصولها.فقال له احدم استطيع ان آتيك به قبل ان تقوم من مجلسك هذا فقال له مارد اقوى سآتيك به قبل ان ترمش، وتمكن من إحضار العرش في لحظات. وعندما جاءت بلقيس إلى سليمان، سألها سليمان عما إذا كان عرشها، فأجابت كأنه هو وكانت قد أدهشت بقدرة سليمان.
بعدها دعاها سليمان إلى الإسلام وترك عبادة الشمس. وعندما رأت بلقيس معجزات سليمان، آمنت بالله وأسلمت قائلة: “رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ” (سورة النمل: 44).
توضح القصة حكمتها في التصرف والقيادة، وكيف كانت قراراتها مدروسة، بالإضافة إلى قدرتها على الإيمان بالله بعد معرفتها بحقيقة الرسالة التي جاء بها سليمان.